قيام الدولة السعدية الشريفة
البرتغاليون بالمغرب
كان البرتغاليون قد استقروا في عدة مرافيء بالمغرب كما تقدم، ولم يكن ارباب الزوايا مهما عظمت جهودهم بقادرين وحدهم على طرد اولئك المحتلين الاجانب من المرافيء المغربية لولا مساعدة قبيلة بني سعد الصحراوية.
الجهاد الأول:
فمن أمرائها الذين تكاتفوا مع أرباب الزاوية محمد المهدي الذي عمل بصورة منتظمة على مهاجمة البرتغاليين، حتى إذا وافاه الأجل، خلفه مولاي محمد أحد أبنائه؛ وهذا الذي تمكن من دخول مراكش والتغلب نهائيا على الوطاسيين. وقد كان مولاي محمد المذكور الملقب بالمتوكل موصوفا بالشجاعة والإرادة القوية إلا أنه وجد نفسه في بحر من المصاعب، تنتابه المشاكل من كل جانب؛ فهؤلاء ارباب الذين شدوا أزره أول الأمر يستغربون مطالبته اياهم بأداء بعض الضرائب الامة؛ وهذه الطبقة الارستقراطية الفاسية ذات الكلمة العليا فى أيام بني مرين، تستنكف من هؤلاء المجاهدين الذين طلعوا عليهم منذ حين من الجنوب؛ واخيرا الأتراك، ويؤلمهم جدا ان يشاهدوا فى المغرب الاقصى دولة جديدة فتية يجب أن يحسب لها حسابها من الآن.
فكل هذه العوامل جعلت مولاي محمد المتوكل يفكر في تنظيم جيش قوي يستطيع بفضله أن يحمي قاعدة الملك و يتمكن من تطبيق خطة صالحة لا عادة تنظيم الدولة.
معركة وادي المخازن
في ذلك كان يفكر محمد المتوكل كل حينما دخل مدينة فاس؛ فإذا بعميه (أحمد وعبد المالك) يتألبان عليه يسعيان لخلعه، طالبين المساعدة من الأتراك. ويتمكن عبد المالك بعزم متين وبعد تضحية كبيرة من الدخول عنوة الى فاس ومراكش. فماذا يصنع المتوكل، والحالة ما ذكر؟ ليستنجد بقوة الإسبان، فإذا أعرضوا عن مساعدته، فسيدخل على دون سيباستيان، ملك البرتغال ويسأله أن يشد أزره في هذه المحنة. وها هو سباستيان يلبي الدعوة بمنتهى السرعة، لكن على شرط أن تبقى بيده أهم المراكز الساحلية بالمغرب.
ثم ما هي إلا أيام معدودات حتى يعبر سباستيان الى المغرب في جيش منظم عتيد وهو يحدث نفسه بنصر قريب.
واشتبك الفريقان بالقرب من مدينة القصر الكبير الواقعة على ضفة وادي المخازن؛ فتقوم بينهما معركة حامية الوطيس يذهب ضحيتها قائد الجيش سيباستيان بين عشية وضحاها و يموت محمد المتوكل أيضا؛ ثم لا يلبث عبد المالك أن يلفظ النفس الأخير، متحسرا على عدم تحقيق ما كان يؤمله للأمة المغربية من تقدم ورقى بالنسبة للأمم النصرانية.
بيعة احمد المنصور:
بعض يتشاورون فيمن يولون أمورهم إليه على إثر وفاة عبد المالك؛ ويبايعون بالإجماع أخاه أحمد المنصور بأمر الله فى هذه المعركة الشهيرة التي ذهبت بحياة ملوك ثلاثة اعني بهم سيباستيان وتحمد المتوكل وعبد المالك.